حين تكتبنا عبارة فهى بلا شك آسرة ، كان صديقى يقول احترس من لصوص القلوب وسارقى المشاعر وكنت أسأله ومن هم؟ فيقول : كل من يكتب كلمة تسكب الخمر على روحك فتطربك كأجمل النغم وتهيم بها وبصاحبها أو صاحبتها حتى لا تعرف كيف للواقع أن ينصهر فى رحم الخيال أى كلمة تستحق أن توضع بين قوسيين أخشاها !! و من يدخل دنيا الكلمة تأسره قوانينها وأول هذه القوانين : إن من البيان لسحرا وليست تلك هى القضية ، بل المؤلم أن هذا السحر متعدى لغيره ولربما طرب له ذا عقل حتى ارتج وصدح بالآهات كان هناك مى وتبعتها غادة واليوم أحلام هؤلاء نساء كالظلال لا ترى منهن الا خيالا وقد دام للخيال سحره وقد بقى للسحر أثره لكنهن تركن لنا حب التقليد وكل من امتطى صهوة الحرف وقع فى غرام سقاته وهوى سدنته وتمنى لو وجد هذه التى حين تكتب يتحرك مع اتجاه كلماتها الهواء وكذلك هن فأتخيل إحداهن وهى تقلب الأسطر يمنى ويسرة عاصرة إياها ، باحثة عن هذه الخمر التى تسكرها فى قصيدة أو رواية حتى لو كان كاتبها شيطانا أو نزارا ومقالى هذا عن الأدباء وغرام الأدباء وما أدراكم بغرام الأدباء برأيى أنه أشبه ما يكون بالحمل الكاذب فلا تثق أنثى بصاحب قلم فله قلب يحب كثيرا لكنه لا يعطيه لأيهن وربما يحزن طويلا لكنه لا يسكب دمعه لها إلا متوهما ، هو فى عقلها ربما كان العالم وهى فى فكره سطرا فى رواية أو بيتا فى قصيدة شخصيا لا أحبذ فكرة أن أكون سطرا فى رواية ولا أحب أن تقتات إحداهن من لحمى يوما ما كان صديقى الشاعر يقول : أنا أحترم كل قصة حب فاشلة فهى تمنحنى قصيدة ومزيدا من التأهب للبحث عن عشق جديد وصديقى مبدع بحق لكنى أشك فى استمرار صداقتنا و حين تكون الرواية يكون الحب وكل من يكتب رواية هو يرسم قلبه لنا وإن كتب عن آخرين .. شخصيا لطالما أحببت مرارا وتكرارا حتى هممت باتهام نفسى بالخيانة رغم أن الأمر لم يتعدى بينى وبينى وانتابتنى حالة من التوجس من كل قلم جميل حين يقترب منى وأقترب منه رجلا كان أو إمرأة فأحبه حتى أخشى أن أقع فى غرامه ، وقد غفرت اساءة أحدهم كرامة لحرفه وسامحت احداهن تبجيلا لكلماتها ما خفف عنى هو أن أصدقاء المهنة جميعا عانوا مما عانيت منه فرأيت أن أطوف على السابقين كى يتعظ الآخرين همسة قاتلة من مصنع فلسفتى القناعات حين تتغير تلقى علينا نظرة ساخرة قبل الرحيل وبعض قناعاتى تطيل النظر لى الآن جميعنا رفرف بجناحه وهو ينتشى من رسائل الورد أو رسائل غسان كنفانى لغادة فى كثير من مقاطعها والحال هو بين جبران ومى ، لكن الحقيقة ، أين الحقيقة ؟ أرباب الأدب قوم سريعوا الضجر مغرمين بالأسى لذا يخبو توهجهم إن نجحت قصة حبهم ولولا فشل العقاد فى حبه ما قرأنا له يتيمته سارة !!
منتدى بحر الاصدقاء