ربما هي وسيلة لأمارس ساديتي بشكل أوضح
أن أمارس الحضور في حفل جماعي لا يحضره سواي
سأرحب بي بطريقتي, وأثرثر معي لأخفف عني وحشتي
سأقول فقط ولن أنصت لأحد
لذا أنا هنا فقط لكي أسمعني وحدي
ولا تغفل أنك - أنت - ممن مارستُ عليهم أنانيتي
فضلا لا تتابع مرورك, ولا استغلالي لك ........لم تعد إمكانية تتبع أثري متاحة, أثر قدمي على التراب مات من فترة
والأرصفة والطرق الإسفلتية لا تحمل أثرا, ليس لصلابتها أو لأنها لا ترضى بمعانقة أقدام المارة
ولكن ذنبي أن قدمي جديدة لم تعتد بعد على صلابة الطريق وقسوته
.
.
.
كنت أعرف وجوها تثير الحواس والود, كل الوجوه تحمل نفس الملامح والعطر
أما وجه الغريب فلا يحمل أثر بسمة أليفة أو دمعة قديمة, كل القسمات تستوي حين تقبع في الظلام
وحين أعود آخر النهار, وأبحث في حقيبتي ولا أجد وجها واحد عاد معي
كل حمل النهار سقط من ثقب صغير في الحقيبة, قدري سأنهي الليل على ضوء أوجه قديمة
.
عمود؟؟.
.
ذلك العمود الذي اعتدت الصلاة خلفه, ليسترني عن المارة والعصيان
أراه الآن وقد احتله غيري, سيفتقدني كثيرا
سيفتقد وجها ضاع قصيا
أما ذلك الجديد فينظر إلى مندهشا فقد أخذت مكان أحدهم قد يدخل بعد قليل ولن يرحب بالغرباء
.
.
.
حتى الكلمات أصبحت باردة, لا تحمل دفء كل تلك السنين
هل تذكر منذ يومين؟, أسبوعين, شهرين؟
كلها لا ترتقي إلى هل هتذكر منذ خمس عشرة سنة؟
الزمن قاس حين يبتعد ويترك لنا مجرد أثر ضئيل, الزمن حاقد لدرجة أنه يهرب بكل ما ادخرناه له
ليته ينتظر حتى نرحل بإرداتنا ونترك له أحبتنا
.
.
.
القلوب صناعية, البسمات صناعية, حتى الأيد صناعية
ولكنها لا تستحق شهادة جودة أو ود
ربما لهذا هي مدينة صناعية بالدرجة الاولى
كم اشتقت إلى أشياء لم تتدخل فيها بشريتنا
.
.
.
لم أعرف ثرثارا أكبر مني, يتحدث قلبه أكثر مما تستمع روحه
كانت كلماتي كنظرات عيني تماما, أينما توجه وجهي أبصر حروفي خارجة, لترتطم بحميميتهم
بعد قليل من وقت وكثير من مسافة, اكتشفت أني أنهيت مخزوني هناك
.
.
أتعمد دوما اختيار الطريق, فقد أحببت مقابلتهم دوما
ليس المهم أن يكون الطريق طويلا أو لا, كل ما أحرص عليه هو ان أقابل أحدهم
اليوم أتعمد الإشارة للتاكسي, ليقلني سريعا دون الحاجة إلى الإصطدام بمن لا أعرف
وعند الوصول أعطيه ثمن تخليصي منهم