| عزيزي.. إن أخطر ما يقع فيه الإنسان أن يحب الخير للجميع،وأن يقطع العهود ويوفي بها وإن كان شرها قد يصيبه هو. نحن لسنا في زمنٍ قرأته في كتب علاها الغبار حتى طواها تحت حقبة الماضي السحيق، نحن في زمن إما كاسر أو مكسور،إما قوي أو ضعيف،لا وسط بين الضدين. ******** لا تسقط الأوراق بل تهوي الطيور على صخور العهر والإغواءِ! ولمن تعفف عيشة كالكلب يلهث خلف وهم دونما إجداءِ... دنياه مقبرةُ ورؤيا العين تحفرها ونعشه زورق الإنجاءِ ************ وجع الليالي منه يسلخ ألف ضوء كي ينير محافل الوجهاءِ أخلقت كي أحيا عليها أم لأحي الميتين بصرخة استجداءِ؟! هل يسمع الأموات حنجرة يبد نئيجها في وحشة البيداءِ؟ يا عزيزي لا يرجع الأموات للحياة إلا الذي أماتهم!! فكيف لك أن تسلخ الضوء لهم من نفسك؟ إن كنت تكفر عن ماضيك بأفعالك هذه فاعلم أن الماضي لم يمض بعد!! ******** لا زال الماضي في الحاضر جاثمْ كضريح يعشب أمواتاً والنايّ يغني"أغنية القمر الحائرْ" كغريب يتلمس وجهه في ملكوت الغيم السائرْ يتقلب بين ثنايا الجرح على حسك الوجع الساهرْ تعبٌ والروح تغرغرُ في الجسد العائمْ يا قمراً في مدن الليل يسافرْ.. كقطارٍ فوق حديد الأيامِ وآهاتك موقدهُ أين تسافر في هذا المجهول الغائمْ؟ فالمجهول ضبابٌ، والمُدُن المنسيّة تغرق في أنفاسهْ ليس لها في الدرب معالمْ إن الصلاح في زمن الفساد لهو الشذوذ،كيف تعيش في غابة ما لم تمتلك أنيابها؟! يا صاح إنا يهود في نظر الآخرين وأنت مهما فعلت ستظل مثلنا في نظرهم قالها لك صديقك ولم تعقلها: لا ترقب إلاً ولا ذمة فيمن لم يرقبها فيك،فلا عهد لمن لا يملك عهدة نفسه أخي.. ليس الأمر كما ترى،وليس الأمر ذو شأن، ولكن من أشهر في وجهك سيفاً فانحره ولا تبالي،ومن دق طبل الحرب في وجهك فدق عنقه.. لا تجعل أحداً يظن للحظة أنه عليك قد انتصر، ولا تنسحب من أمام من فكر للحظة أنه عليك قد ينتصر.. لا تستخف بتوافه الأمور،فإن أنت سمحت للتافه أن يمر بسلام فستسمح غداً لمن هو أكبر أن يمر بسلام أخي أقولها هنا ولن أحذف ما قلته،لعلك يوماً تصبح يهودياً.. لا ضير أن تكون يهودياً في وجه من يراك يهودياً : نظر إلي بوجهه الأبيض فرآني أبيض،ثم نظر إلي بوجهه الأسود فرآني أسود،فصرخ بي وقال: أنت انقلابيُ خائن!. أنا في انتظار بنانك | ||
 ********************* |  |
قيل وما زال يقال أعذب الشعر أكذبه!!
وليس كل شاعر غاوٍ!!
وبعد يا مهجة القلب يا محارب أكذبك إن قلت لك إني أحب الخير للجميع،وأكذبك إن قلت لك أني أوفي العهود كلها،وإنما أوفي ماستطاعت يميني!!
وإني لا أعيش في زمانٍ قرأته بل أعيش اللحظة في اللحظة،ومهما يكن الزمان فهذا لا يهمني ولا يعنيني طالما أني لم أكسر ولا أكسر ولم أكسر أحداً ولله الحمد..!
وإني لا أريد إحياء الموتى ولا يهمني أيضاً،ولكن لا أريدك أن تعبث في قبورهم..
ولن أسلخ من نفسي الضوء إلا لنفسي!!
أما التكفير عن الماضي،فأنا لا أمارس جلد الذات لأكفر عن خطأ لأن هذا أسلوب أفشل من أن يستهويني،وللصدق جلدت ذاتي مرة ليس للتكفير بل كان قرباناً لمن يستحقه فقط!!
والله لا يطلب جلد الذات وإنما يطلب التوبة والندم وشتان شتان بين الجلد والتوبة
أما الأنياب فهي موجودة ولن تزول إلا إذا مت،ولكن هناك من هو أولى بها يا أخي،ولإن بسط البعض يده إلي ليقتلني ما انا بقاتله،والبعض الآخر لإن نظر إلي بعينٍ لفقأتها..وهذه حسبتي
أخي ليس الأمر أيضاً كما تظنون ولكن لا شيء يعنيني ولا شيء يهمني فقط هكذا هي المعادلة!
ولا أحد يظن أنه انتصر علي لأن من يظن هذا فهو واهم وربي،لأني إذا بدأني أحدهم حرباً وقبلتها لا يرضيني حينها استسلامه وإنما موته للأبد، ولذلك لا أريد خوض حرب،أؤذي فيها من يحسب علي بأنه ابن جلدتي،ولكي لا أضطره ويضطرني لهذه الحرب فليغنم بشسع نعلي ويغرب عن وجهي إن كان مصراً..
وأنا أقول أيضاً من يظن للحظة بأنني يهودي فلا وربي لا يرضيني سوى أن أكون معه شايلوك بحد ذاته..
ولكن لا أحد يظن بأني يهودي
بناني في جيبي
والسلام ختام
